تدلّ تجربة البلدان ذات الدخل المرتفع على أن انعدام السلامة المرورية ليست حتمية، وعلى أنّه من الممكن تخفيض حوادث المرور على نحوٍ ملفت، إذا اتخذت التدابير الملائمة ذات المفعول الأكيد.
الرسم البياني 3 – حوادث الطرق في فرنسا من العام 1953 إلى العام 2010
المصدر: المرصد الوطني المشترك بين الوزارات للسلامة المروريّة (2010)
تدلّ الحالة الفرنسية على انخفاض ملحوظ في الوفيات على الطرق، بالرغم من تضاعف عدد المركبات بعشرة في خلال الفترة نفسها.
من هنا، نشأت فكرة إنشاء كرسي إقليمي جامعي يعنى بتكوين اختصاصيّين في إدارة السلامة المرورية، من أجل تعزيز القدرات الوطنية وتشكيل شبكة من الخبراء الوطنيين والإقليميين القادرين على وضع السياسات والخطط في السلامة المرورية والإشراف على تنفيذها، بحيث تتوّج برامج الإعداد والتأهيل والتدريب بشهادة ماستر في إدارة السلامة المروريّة.
كما سيولي الكرسي اهتمامًا خاصًّا بالبحوث المتعلقة بالسلامة المرورية مع مراعاة خصائص بلدان المنطقة. بلإضافة الى ديبلوم ماستر في إدارة السلامة المرورية.
وستشمل برامج وأنشطة الكرسي قطاعات أكاديميّة ومهنيّة متعدّدة، كما ستعنى بتأمين مشاركة وتعاون القطاعين العام والخاص وأصحاب الشأن في المجتمع المدني، من أجل مواجهة التحدّيات الحالية والمستقبليّة للسلامة المرورية والحدّ من حوادث الطرق ومن آثارها السلبيّة على التنمية في بلدان المنطقة.
وسيتطرّق الكرسي إلى مجمل الاختصاصات المعنيّة بالسلامة المروريّة التي تسهم، بشكلٍ أو بآخر، في فهم مشكلات السلامة المروريّة، واللازمة لتطوير وتنفيذ ومتابعة السياسات والخطط الوطنية في هذا المجال، وذلك عبر مقاربات نظريّة مدعّمة بدراسات حالة وتطبيقات عمليّة موجّهة نحو البحث عن المشاكل واستنباط الحلول ووضعها موضع التنفيذ.
|